اتصل بنا

قواعد السلوك التجارية والاجتماعية على مستوى العالم

قواعد السلوك التجارية والاجتماعية على مستوى العالم 1
قمنا بدراسة ومقارنة الاستنتاجات من 13 دولة حول العالم.

نظرة عامة

تتسم ثقافات السياق العالي (مثل اليابان والهند والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وإفريقيا) بأنها جماعية وتحظى فيها العلاقات والتفاعلات الاجتماعية بأهمية كبيرة، ويشكّل أفرادها علاقات وثيقة ومستقرة. كما أنها تعتمد اعتماداً كبيراً على السياق والمضمون (مثل لغة الجسد والمكانة الاجتماعية للشخص ونبرة الصوت) ولا يتم فيها إيصال الرسائل بشكلٍ صريحٍ ومباشر. وهذا يتناقض بشكل مباشر مع الثقافات ذات السياق المنخفض، حيث يتم إيصال المعلومات بشكل أساسي عبر اللغة ويتم توضيح القواعد بشكل صريح. تفضل الثقافات ذات السياق العالي أساليباً أكثر تفاوتاً تركّز بشكلٍ أقل على أهداف الفريق أو العمل وتتردد في تجاهل الأعراف الثقافية والاجتماعية لصالح تحقيق أهداف الشركة.

تركز الشركات من الدول الأنجلوسكسونية (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا) بشكلٍ أكبر على المبادئ وقواعد السلوك القابلة للتطبيق عالمياً (وتكون أقل دعماً للسلوكيات المدفوعة باعتباراتٍ خاصةٍ وظرفية)، وتؤمن بأهمية القيم الشخصية والسلوك الأخلاقي للقادة، وتشدّد على أهمية وجود برامج وأنظمة رسمية للأخلاقيات والتدريب المرتبط بها. وتولي هذه الثقافات أهميةً قصوى لتحقيق أهداف الشركة.

 تميل الشركات في بقية البلدان بشكلٍ أكبر إلى استخدام النهج الظرفي والفردي في اتخاذ القرارات الأخلاقية، وتركّز بدرجةٍ أقل على القواعد الرسمية والقيم والأعراف وبرامج الامتثال.

يمكننا توقع وجود تباينٍ كبيرٍ في الممارسات الأخلاقية في الأعمال ما بين البلدان خارج المجموعة الأنجلوسكسونية، وحتى بين بلدان المنطقة نفسها.

يستعرض هذا المنشور نتائج دراسةٍ قامت بمسحٍ لتصورات الممارسات الأخلاقية في الأعمال في 13 دولة في أوروبا وآسيا والأمريكتين. تم تحليل ردود أكثر من 23,000 من المدراء والموظفين، بهدف تحديد مجموعاتٍ متجانسةٍ من البلدان. تم جمع البلدان الأنجلوسكسونية (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا) معاً وانضمت إليها الهند في معظم الحالات. وشكّلت اليابان وإيطاليا مجموعة فرعية متجانسة مختلفة بشكلٍ ملحوظ عن جميع البلدان، بينما كانت بلدان أوروبا القارية والصين والمكسيك والبرازيل تميل إلى تشكيل مجموعات متوسطة المستوى مختلفة عن المجموعتين السابقتين.

الشرق الأوسط

يتأثر سلوك الأعمال في الدول العربية بشكلٍ كبيرٍ بمبادئ الشريعة الإسلامية، والتي تقضي بأن السلوك الإنساني بشكلٍ عام تحكمه قيمٌ أخلاقيةٌ سامية. في الشرق الأوسط، وخاصةً في مصر والمملكة العربية السعودية، يجب أن يرتبط كل قرارٍ بمبررٍ أخلاقي من حيث المبدأ، فعلى سبيل المثال، من واجب البائع أخلاقياً أن يكشف للمشتري أي عيوب في السلع التي يبيعها. ولكن في كثيرٍ من الحالات نلاحظ وجود فجوةٍ بين هذا المبدأ المثالي والممارسات الفعلية بسبب وجود سلوكيات متباينة من جانب رجال الأعمال الذين يحتاجون إلى المنافسة والبقاء في ظل ظروفٍ صعبة.

الإمارات العربية المتحدة

قواعد السلوك التجارية والاجتماعية
  • يتجنبون استخدام المصطلحات التجارية
  • قد تجد البعض منهم صاخبين وعاطفيين
  • يشدّدون على المكانة الاجتماعية
  • يتمتعون بسرعة البديهة
  • يرون بأن إظهار القليل من العواطف دليلٌ على الصدق
  • أي ترددٍ في إعطاء إجابة هو إشارةٌ على الرفض
  • غالباً ما يُنظر إلى الحقيقة على أنها قاسية وجارحة وقابلة للأخذ والرد
  • بطيؤون في إظهار وجهة نظرهم الحقيقية
  • الكلمات لها قيمة عالية
  • يمتنعون عن الشتم واللعن
  • المكانة الاجتماعية أكثر أهميةً من الإنجازات
  • يبالغون ويكثرون من استخدام الاستعارات
  • يقدرون التواصل البصري القوي
  • يتمتعون بمستوى عالٍٍ من الاتصالات والعلاقات
نقاط الاهتمام
  • سوق الأوراق المالية
  • مسائل البناء والتشييد / المقاولين والمستقبل
  • السيارات
  • الضيافة (التقليد البدوي بوجوب الضيافة 3 أيام)
  • الكرم
  • إخفاء المشاعر
  • التواصل البصري القصير
  • اللطف والتهذيب (للشكر على النعم)
  • الواسطة
  • الإيمان بالقضاء والقدر
  • الشرف
  • يفضلون وضعية الجلوس ووضعية القدمين المحافظة
  • أخلاقيات العمل العالية
  • الأخلاق (ونبذ العيب والحرام)
  • مواضيع النقاش: الطعام، العطور، الأدوية، الأسرة، الهواتف المحمولة المتعددة
  • التفكير النقدي (ولكن في حدود الأدب والتهذيب)
المكروهات
  • التحديق وإطالة التواصل البصري
  • مناقشة الدين أو السياسة مع أشخاص لا يعرفونهم أو يثقون بهم جيداً
  • الألفاظ النابية والدعابة المسيئة

المملكة العربية السعودية

قواعد السلوك التجارية والاجتماعية
  • قد تجد البعض منهم صاخبين وعاطفيين
  • يحرصون على تحقيق القدر الكافي من التواصل البصري
  • مفاوضون محنّكون
  • قد يتم عقد الكثير من الاجتماعات قبل الخروج بنتيجة ملموسة
  • بناء الثقة هو أساس كل شيء والصداقة شرط للعمل المشترك
  • تنتهي الاجتماعات عادةً بدعوةٍ لتناول مشروبٍ ساخن، وهذه إشارة لوجود اجتماعاتٍ مستقبلية
  • يتوكّلون على الله في كل شيء
  • يفضلون العقود الموجزة (للحفاظ على هامش لإجراء تعديلات مستقبلية)
 نقاط الاهتمام
  • تاريخ بلد أو مدينة
  • القهوة
المكروهات
  • مناقشة الدين
  • الألفاظ النابية

الهند

يتفق المدراء الهنود على أن الهدف الرئيسي للشركات هو تحقيق الأرباح. يعتمد الهنود على الحدس كثيراً وعلى تحليل جميع جوانب المسائل ومعرفة جميع الأطراف المعنية بها. يعتبر المدراء الهنود أن الولاء غير المشروط لشركتهم هو السلوك الأخلاقي الأمثل، وهم يتفقون في ذلك مع نظرائهم الصينيين، ويختلفون في ذلك كثيراً عن نظرائهم من الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا.

قواعد السلوك التجارية والاجتماعية
  • في شراكات الأعمال يبحث الهنود عن شركاء يتمتعون بالبراعة والنزاهة والموثوقية، كما يركزون على أهمية بناء الأعمال على العلاقات الجيدة
  • يفضلون التعامل مع كبار صناع القرار
  • يتمتعون بالفطنة
  • يفضلون الأشخاص القادرين على التعبير عن عواطفهم بالكلمات وليس بالانفعال
  • يفتتحون الاجتماعات عادةً ببعضٍ من المزاح وتداول الأمور الاجتماعية في انتظار إشارةٍ من المدير لبدء الحديث عن العمل
  • كُن لطيفاً وودوداً معهم وتطرق إلى الأمور العائلية أو الشخصية في البداية لكسب قبولهم وتعاطفهم
  • احرص على اكتساب احترامهم وإعجابهم
  • الأجيال الجديدة منهم لديها ميولٌ اجتماعيةٌ عصرية
  • يتخذون القرارات بناءً على الحدس والحقائق
  • معتدلون في الانفعال والتعبير عما بداخلهم في بيئة العمل
  • احرص على فهم احتياجاتهم
  • أبدِ اهتمامك وكُن منطقياً ومرناً
  • معظم المدراء الهنود من نمط شخصية المجرّب
  • يظهرون الاحترام والتواضع للمستمع بشكل عام
  • يترددون في الانتقاد بسبب الخوف من عقاب القدر أو الكارما
  • مستعدون للاستماع مطولاً ولكن لا تسئ تقدير حنكتهم
  • مفاوضون مهرة للغاية لأنهم مستمعون جيّدون ويتحلون بالصبر
  • لا يحبون التهكم والسخرية
  • يظهرون بشكل عام درجة عالية من الاهتمام بالحوكمة الرشيدة للشركات
  • يقدّرون النقاء وكذلك التواضع وإنكار الذات
  • يفضلون التواصل البصري غير المباشر
  • يفضلون البدء بقليلٍ من المزاح
نقاط الاهتمام
  • الترفيه
  • القيم العائلية
  • علم الآثار والثقافة
  • الطعام
  • التراث
  • الكريكت
  • البراعة والشرف
  • العائلة
  • “نحن”
  • تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
  • تأثير مجتمع الأعمال الهندي على الاقتصاد المحلي
المكروهات
  • إقحام الأيديولوجيا في شؤون العمل
  • الأسئلة الشخصية

الدول الأنجلوسكسونية

تضم المجموعة الأنجلوسكسونية الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والمملكة المتحدة، وتمثل هذه البلدان مجموعة واحدة (من حيث تميزها بالفردية العالية والتجنب المنخفض للمجهول)، تستند فيها ثقافات الأعمال الأخلاقية إلى التوافق بين الهياكل الرسمية والعمليات والسياسات وبرامج التدريب والتطوير الرسمية، والسلوك الأخلاقي الثابت والقائم على القيم لدى القيادة العليا. يُنظر إلى التطور الأخلاقي الشخصي والسلوك الأصيل للقادة كعاملٍ مهمٍ في خلق الثقافة الأخلاقية لأي منظمة، ويتم إيلاء اهتمامٍ كبيرٍ إلى تطوير وإنفاذ قواعد السلوك وبرامج الامتثال الرسمية. كما أن هناك تشديدٌ قويٌ على تطوير القيم والمهام المستندة إلى الأخلاقيات، ومواءمة القيم المؤسسية مع جميع العناصر الأخرى للثقافة والعمليات اليومية للمنظمة.

الصين

في الصين تتأثر ممارسات أخلاقيات العمل بشدة بالفلسفة الكونفوشيوسية التي تتميز بالرحمة، والملاءمة، والأعراف والحكمة، وتتعمد الشركات تطبيق هذه الفلسفة عند تطوير ثقافاتها الداخلية، ونتيجةً لذلك تتسم هذه الشركات بسماتٍ صينيةٍ واضحةٍ وفريدة، فنرى الرؤساء التنفيذيين يتبعون أساليب قيادةٍ قائمةٍ على مبادئ الكونفوشيوسية المتمثلة في الإحسان والانسجام والتعلم والولاء والصلاح والتواضع، والتي بدورها تشدّد على الأهمية المركزية لأحد أهم المبادئ الأخلاقية الكونفوشيوسية وهو الأمانة. وتشير بعض الأمثلة المحددة على الممارسات التجارية إلى أن رجال الأعمال الصينيين يعتمدون بدرجة أقل على العقود الرسمية، ويفضلون الاعتماد على الاتفاقات الفردية غير الرسمية والتقييم الشخصي لجدارة الشركاء التجاريين بالثقة، وفي ذلك تماشٍ واضح مع مبادئ الكونفوشيوسية.

اليابان

يشدّد نظام القيم الياباني على أهمية التناغم والانسجام على خلاف نظيره في الصين الذي يشدد على الإحسان. ويؤدي هذا التشديد إلى تولد وبروز أهمية “الأخلاقيات الظرفية” في المجتمع الياباني. وكذلك يلغي التركيز على التناغم الجماعي إلى حدٍ كبيرٍ محاولات البحث عن القيم المطلقة، وكذلك يقوم بإلغاء أي مسؤوليةٍ فرديةٍ لا تلتزم بأعراف المجموعة. يميل المدراء اليابانيون إلى الظرفية في اتخاذ القرارات الأخلاقية مقارنةً بالأمريكان. بالإضافة إلى ذلك، تعد سياسات الشركة المتعلقة بأخلاقيات العمل هي العامل المحدد الأكثر أهمية فيما إذا كان المدراء سيتخذون قرارات أخلاقية أم لا.

أوروبا الغربية

أظهر مسح بلدان أوروبا الغربية استحالة التعميمات حول منهجيات أخلاقيات العمل في أوروبا الغربية ككل وذلك بسبب الاختلافات الثقافية والتاريخية الكبيرة بين بلدان أوروبا، فمثلاً تنتمي فرنسا وألمانيا إلى مجموعة مختلفة عن المملكة المتحدة، وتتسم بفرديةٍ معتدلةٍ وتجنبٍ عالٍ للمجهول.

تركز أوروبا بدرجةٍ أقل على القواعد الأخلاقية للشركات، ولكنها تشدد أكثر على تعزيز الإطار القانوني العام لسلوك الشركات. ولا تتلقى الشركات في أوروبا حوافز قوية من الحكومات لتشجيع البرامج المتعلقة بأخلاقيات العمل، على خلاف الوضع في الولايات المتحدة حيث تسمح التوجيهات الحكومية بغراماتٍ مخفّضةٍ للمخالفين الذين يملكون برامج أخلاقيات عمل فعالة.

كانت الشركات الألمانية أقل ميلاً إلى استحداث برامج رسمية لأخلاقيات العمل مقارنةً بنظيراتها في الولايات المتحدة. ويميل المدراء الألمان إلى أن يكونوا أكثر تحديداً في نظرتهم ويرون أن أخلاقيات العمل الأمريكية قانونيةٌ بشكلٍ مفرط. إن التشديد القانوني للولايات المتحدة على قواعد أخلاقيات الشركات متجذرٌ في الاعتقاد السائد والمبرر بشرعية وعدالة وضع إجراءات تسمح بتكافئ الفرص والمنافسة للجميع. ويتوافق هذا الرأي مع مبدأ الشمولية (والذي يعرّف بأنه إيمان قويٌ بأن القوانين والقواعد تنطبق على الجميع على قدم المساواة، بغض النظر عن الظروف الفردية، والذي يتناقض مع الافتراض المتمثل بإمكانية تفسير القواعد بحرية أكبر بناءاً على حيثيات الموقف وطبيعة العلاقات مع الأشخاص المعنيين). يشعر رجال الأعمال الألمان أن هذا النوع من أخلاقيات العمل لا علاقة له بالأخلاقيات على الإطلاق لأنه  يهدف فقط إلى الامتثال القانوني. بالنسبة لهم السلوك الأخلاقي الحقيقي يختلف كلياً عن السلوك القانوني.

أمريكا اللاتينية

تتضمن بعض المشاكل العديدة التي تواجه أمريكا اللاتينية (بما في ذلك البرازيل والمكسيك) مستويات الشفافية المنخفضة في الأعمال والسياسة، وكذل الاستهلاك المفرط والولع بالماديّات من جهة، وارتفاع معدلات الفقر من جهىٍ أخرى. هناك فجوةٌ بين القيم التي تنادي بها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والممارسات التجارية على أرض الواقع.

تتميز الثقافة الإدارية البرازيلية على سبيل المثال بالأبوية وتَرَكُّز السلطة والولاء للمجموعة والقائد. وتعتمد الأخلاقيات الاجتماعية على التفضيل القوي للتماسك الاجتماعي، والذي يعززه الولاء لقائد المجموعة. والقائد، من ناحيةٍ أخرى، مسؤولٌ عن رفاهية كل عضو في المجموعة. يمكن أن تؤدي شبكة الالتزامات المتبادلة هذه إلى نتائج إيجابيةٍ وسلبيةٍ في الوقت نفسه. فمن الناحية الإيجابية، يمكن أن يحفز ذلك الأداء العالي من جانب الموظفين الأفراد نتيجة شعورهم بالولاء للمجموعة والقائد. لكن من ناحيةٍ أخرى، يرتبط هذا النوع من الولاء بخوفٍ قوي من إلحاق الضرر بالمجموعة، مما يقلل من الإبداع والابتكار.

ومن السمات الثقافية السائدة الأخرى المرونة والتي تنعكس في عالم الأعمال في وجود طريقٍ وسطيٍ بين ما هو مسموح وما هو غير مسموح به. هناك طريقةٌ خاصةٌ للتعامل مع العقبات لإيجاد طريق للخروج من البيروقراطية وذلك من خلال إيجاد حلٍّ وسط بين ما تسمح به العديد من القوانين واللوائح، وما هو منطقيٌ وممكنٌ بشكلٍ عملي. هناك آلية تكيّفٍ تسمح للأفراد والشركات بالعمل بالرغم من البيئة التشريعية الصارمة والخانقة، والبيروقراطية الهائلة، وأنظمة الإدارة الأبوية، والهيكل الاقتصادي الأوليغاركي الذي تهيمن عليه العشائر القوية بشكلٍ متوارث.